ثـيـم الدورة الرابعة لمهرجان السودان للسينما المستقلة

 

إخترنا “الذاكرة” لأن تكون ثيم هذه الدورة التي تنطلق في 21 يناير 2017.

“الذاكرة” بكل ما تعنيه من مخزن للأفكار ومستودع للهوية.. محاولين تسليط الضوء على الذاكرة كلاعب أساسي في إمتداد سيرة المقاومة وكرامة الشعوب والأمكنة.

 

أفلام هذا العام تم إختيارها بالتركيز على الذاكرة كونها دافع محرك لدراما الحياة بفقدانها أو إستحضارها.. كذلك، نهدف إلى النظر للذاكرة كمكان، ربما البيوت القديمة، الشوارع، المؤسسات، وكل ما له جغرافياً علاقة بالوعي وجذور الحياة..

الذاكرة أيضاً من وجهة نظر المهرجان هي الأفكار ذات العلاقة بالهوية ومقاومة النسيان والكفاح الإنساني الممتد في التاريخ من أجل الكرامة الإنسانية ورد الإعتبار للجماعات الأقل قوة بين البشر..

ربما تكون الذاكرة أيضاً هي “الذاكرة البديلة” ورواية المنسي، أو رواية ما هو مخالف للتاريخ الرسمي: هي مورد لحكايات الأمهات والجدات والآباء، وهي ما نختزنه بشكل واضح وغير واضح في أذهاننا ومجال سمعنا عن أنفسنا وعن العالم.

“الذاكرة” بأمراضها وقوتها الإيحائية ومجالها التأريخي هي الفضاء العام لأعمال دورة هذا المهرجان..

العودة الى روح الانسانية – تأملات كرامة – الدورة السادسة

إليهم، الساعين الى سبر الروح.

القاطنين في ظلال الخوف، الواقعين في شرك لا مفر منه، من استخدمَ إيمانهم لتبريرالعنف ، وحُمّلوا وزر أفعالٍ لم يقترفوها.

الى الذين خسروا عائلاتهم ومنازلهم، من تم اختطافهم، وترويعهم، وجرحهم، والاعتداءُ عليهم جسدياً، وذهنياً، من تم إبعادهم، وتهجيرهم.  من لا يملكون قرارهم، من صاروا منبوذين لاختلافِ دينهم، أو عرقهم، أو جنسهم، أو آرائهم ووجهات نظرهم.

إليكم، الى الإنسانِ أينما كان،

نبعثُ من مهرجان كرامة، كلمةً صادقةً ننبذ فيها  التطرفَ، وظلاله. ونجابهُ استغلال الإنسان لخدمة الشر والتدمير. وندينُ صناعة العنفِ الذي لا يولّدُ إلّا العنفَ -ولا بدّ له أن يتوقف-. ولا بد للرعب أن يتلاشى.

ونشاركُ من خلالها تأملاتنا وتساؤلاتنا، عن الإنسان، وللإنسان…

أين تذهبُ الأرضُ بالدم؟ كل هذا الدم؟ كل هذا القتل؟ كل هذا العنف؟ كيف أصبح الموت، واقعةً يوميةً معتادة؟ أين اختفت حرمةُ الموتِ وفجأة الحزن؟

دعونا نعود الى روحنا الإنسانية، باتحادنا، وبتحملنا المسؤولية جميعاً، تجاه خير الإنسانية، باهتمامنا جدياًـ وبجهودنا الجبارة، ودعونا نتظافر للإطاحة بالتطرف، ولتضييق خطاب الكراهية الذي يمزق إنسانيتنا، ويزيدُ الخراب والظلم.

وسنتمكن من العودة إلى روحنا الإنسانية، من خلال اظهار التواد، والإعتبار تجاه أبناء الإنسانية، باحترام الإختلافات، وبالتفكير بإطارٍ شاملٍ حيث يمكننا  جميعاً أن نعيش، ليرتدي الكون حلة الإنسانية من جديد.

ويتأتى هذا باتحادنا، وتحملنا جميعاً المسؤولية تجاه الخير لكل إنسان. وأننا باهتمامنا جدياًـ وبجهودنا الجادة (الجبارة) للإطاحة بالتطرف.  وبتضييق خطاب الكراهية الذي يمزق إنسانيتنا، ولا يزيدُ إلا الخراب والظلم.

وسنتمكن من العودة إلى روحنا الإنسانية، من خلال اظهار التواد، والإعتبار تجاه أبناء الإنسانية، باحترام الإختلافات، وبالتفكير بإطارٍ شاملٍ حيث يمكننا  جميعاً أن نعيش.

تأملات كرامة الدورة السابعة – “هل أنت انسان؟”

تأملات كرامة الدورة السابعة – “هل أنت انسان؟”

كان الإنسان قديما يظن أن ما يخيف العالم، يكمن في غضب الطبيعية، او في غضب الالهةِ، او في اضطراب الطاقة.  ورغم أن معطيات كل عصر تختلف عن معطيات العصر الذي يليه، وتتغير ما إن أفلت شمسُ حضارةٍ وولدت أخرى.إلا أن الانسانُ، كقيمة، كان الثابت الوحيد في هذه المعادلة.يكمن الرعب الآن في الاتجاه الذي يذهب الانسانُ إليه. هل فقد الانسانُ جوهره؟ نحن نمضي الآن في تيارٍ يعاكسُ المعادلة التي عرفتها البشرية منذ البدء. فصرنا لا نميزُ هل هذا هو الوجه؟ أم هو القناع؟ ام اصبحَ القِناعُ وجها أكثر ألفة وقرباَ.

ونتساءلُ إذ فُتحت نافذة التساؤلات، عن الإنسان، عن جوهرهِ، وهل هو حقيقُ بصفاتهِ الاصلية؟

 ونظن أن السؤال مشروع، لو قلنا: هل هذا انسان؟ هل هذه عدالة اجتماعية؟ هل هذه حقيقة؟ هل هذه حدود؟

في ظل هذه الظروف السريالية تساءلنا عما هو قادم وعن دورنا كناشطين ثقافيين وكمواطنين في الأردن وفي الكوكب البشري – تساءلنا عن منظومة اخلاقية وانسانية تتقهقر امام اعيننا – كل شيء جائز كل شيء معقول – صار واقعنا اللامعقول معقولاً وصارت حروبنا اللامعقولة متواصلة وتندرج تحت التحليلات السياسية التقليدية والمنطقية كمعجزة في عالم الأحداث والأسباب والنتائج.

في هذا الليل الذي يخيم عليه الخوفُ من نهار أكثر حلكة، نتلمسُ أطرافنا كي نتأكد أننا ما زلنا كما نحن، وأن الخوف لم ينل من عزمنا بعد، وأننا سنكون قادرين على فتح النافذة ليدخل ضوء شمسٍ حتى لو جاءت متأخرةٍ.

لنصحو، بعد ليلة بيضاء، نعد الأرقام التي تملأ الصحفَ، وقنوات التلفاز.الأرقام التي كانت أناسا لهم أسماؤهم، أحلامهم وتطلعاتهم نحو مستقبل كان يمكن أن يكون جميلا. الأرقام التي تسحق كأن لا قيمة لها. ويؤلمنا ربما أننا أصبحنا غير قادرين على الاحتجاج، حينما يستبدل الإنسان برقم لا قيمة له في حسابات القوة والظلام.

في العام الماضي، كانت كلمة الختام في مهرجان كرامة “أن نزرع حديقتنا الخاصة”، لننطلق منها إلى العالم الذي نعيشُ به، ونَستطرد هنا بأننا مسؤولون عن احترام أحدنا الآخر، ولا يستحق أن يكون أحدنا انسانا قبل ان يعمل على احترام التزاماته الأخلاقية بالدفاع عن حقوق الإنسان أينما كان. وأن ينمي حسه ومسؤوليته الإنسانية تجاه ذاته أولاً وتجاه الإنسان الذي يشاركه هذا الهواء.

قد نحتاجُ الآن إلى نظرة واحدة فقط، لنرى سريالية العالم الذي نعيشُ به، هذا العالم الذي أصبح مليئاً بالمفاهيم المقلوبة، وتركنا نتساءلُ الان من يتبع الآخر، الظّلُ أم الخطوة؟ الصورة أم الانعكاس؟ الصدى أم الصوت؟

المشهدُ لا يصدقه العقل، أكثر غرابة من كل تخيلاتنا، هل أصبحنا نألف غرابة هذه السريالية، هذه الصورة فوق الواقعية، التي أصبحت واقعاً؟ أين كانت نقطةُ البدء؟ في البدء كان الإنسان. هل ما زالَ كذلك؟