مقالات

مهرجان أمم للسينما وحقوق الإنسان في موريتانيا

أقيم مهرجان أمم الدولي للسينما وحقوق الإنسان في نسخته الثانية من 23 وحتى 26/يونيو-حزيران،2023، على الرغم من ضعف الموارد وغياب الدعم للأنشطة الثقافية والفنية، في تحدّ وتجاوز للصعوبات والعوائق. يأتي هذا المهرجان ليساهم في العمل الجماعي والمستقل من أجل بناء ثقافة الحق والعدل والمساواة والكرامة وليساهم في تربية الانسان الموريتاني على احترام نفسه وغيره وبلده.

وجاء تنظيم هذه النسخة في أبسط حالاته لم يكن سوى محاولةً من قبل فريق المهرجان للارتقاء بالسينما وتسليط الضوء على أهمية حقوق الانسان والدفاع عنها، فضلا عن سعيهم لازدهار الفعل الثقافي والفني ودعم المواهب الشابة وإتاحة الفرصة لها من اجل إيصال صوتها.

ضم المهرجان عروض افلام من دول عديدة، حيث تنافست تسعة أفلام دولية من فئات فيلمية مختلفة، مع منافسة لعديد من الأفلام الوطنية تناقش المواضيع الإنسانية، كما تم استحداث بالتعاون مع سلطة تنظيم الإشهار مسابقة خاصة بالإعلانات التجارية. وكانت لجنة التحكيم برئاسة السينمائي عبد الرحمن لاهي وعضوية كل من المخرجة لالة كابر الحائزة على الجائزة الأولى للنسخة الأولى من المهرجان عن المسابقة الوطنية والمخرج ومدير التصوير المغربي كريم تاجواوت الحائز على الجائزة الاولى عن المسابقة الدولية. الجدير بالذكر أن الفنان عبد الرحمن لاهي هو أحد الأعضاء المؤسسين في شبكة الأنهار وكان حاضراً في اجتماعات الشبكة في مراحلها التأسيسية الأولى.

وقد حضر الافتتاح ممثلي هيئات المجتمع المدني وبحضور السيدة نائب رئيسة جهة نواكشوط فاطمة بنت عبد المالك، إضافة إلى الفنانين والإعلامين.

العضو الضيف الجديد من موريتانيا

استضافت شبكة أنهار عضواً جديداً من موريتانيا، السيّد محمد إدوم أب المشرف العام على الفرق الثقافية والفنية التابعة للإذاعة الوطنية، وهو من الفريق الإداري لمهرجان أمم للسينما وحقوق الإنسان. تحدث محمد حول ما شهدته الساحة الثقافية الموريتانية من تأسيس لجمعيات تهتم بالسينما، وأصبح ملحوظاً ظهور بعض المخرجين الموريتانيين الشباب، فجاء مهرجان أمم ضمن في دورته الثانية ضمن هذا السياق، إضافة إلى كونه عادة اجتماعية سابقة. كانت دور السينما قد دُمّرت قبل ثلاث سنوات، ومازالت العاصمة نواكشوط خالية من أي دار عرض للسينما، والمفارقة أن هناك مخرجين موريتانيين يعيشون في الخارج قد أوصلوا السينما الموريتانية إلى العالمية.

وقام المهرجان بتنظيم بعض النشاطات وورشات عمل مع عشر شبان حول أفكارهم لمساعدتهم بالتصوير وإنتاج فيلمهم الأول، ومن ثم كيفية عرضهم في المهرجانات لاحقاً. كان مصدر التمويل الرئيسي في البداية من قبل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وعندما توقف اتجهنا نحو دعم السفارات. ويبقى الحضور في مهرجان أمم، ورغم واقع الحال العام، نقطة إيجابية وملفتة، إذ بلغ عدد الحضور 4000 شخص على مدى أربع أيام.